مجلة امم العدد السادس العنصريّةُ: الإرثُ البارِزُ في الهويّةِ الغربيّةِ

شارك الموضوع :

ملخصات الابحاث

د. محمد محمود مرتضى تحميل البحث كاملا

مُنذُ وُجِد الإنسانُ والظُّلمُ يُطارِدُه في مناكبِ الأرضِ وشِعابِها، ولعلَّ أصعبَ أنواعِ الظُّلمِ أنْ يَجدَ المرءُ إخوةً له في الإنسانيّةِ يَجتهدونَ في إذلالِه واستعبادِهِ، غيرَ عابئينَ بأنَّه مثلهُم يحملُ روحًا توّاقةً إلى العَدلِ، وقلبًا خَفّاقًا بالمشاعرِ، وتَطلُّعًا عاشِقًا للجمالِ الكامنِ في الموجودات، والأنوارِ المُنبعثةِ من وراءِ الحُجُبِ، التي تُخبِرُه أنَّ اللهَ يَسمَعُ ويَرى.

لقد عانى الإنسانُ القديمُ والحديث من آفةِ العُنصريّةِ، التي حملَ لَهيبَها أباطرةٌ وملوكٌ وأُمم، وتزعَّمها في عصرنا الحاضِرِ الغَربُ، فراحَ يُخفي خَلفَها تَناقُضاتِهِ وسُقوطَه الأخلاقيَّ، ويتَّخِذُها سِلاحًا في وجهِ الضُّعفاء من الشُّعوبِ والأفرادِ.

ومع أنَّ الغربَ يَسعى إلى تَقديمِ نفسِه على أنَّه مَهدُ الدِّيمقراطيّةِ، والمُدافِعُ الأوَّلُ عن الحرِّياتِ وحقوقِ الإنسانِ، إلا أنَّ العُنصرِّيةَ لا تزالُ واقعًا يوميًّا يَعيشُه الملايينُ من الأقليّاتِ العِرقيّةِ والمُهاجرينَ داخلَ المُجتمعاتِ الغَربيّة. فمنذُ إلغاءِ العبوديّةِ رسميًّا، مُرورًا بحركات الحقوقِ المَدنيّةِ، وُصولًا إلى ما بعدَ الحَداثةِ، لم تَستطِعِ المُجتمعاتُ الغربيّةُ التخلُّصَ من إرثها العُنصريِّ، وإنَّما أعادَت إنتاجَه بطُرقٍ أكثرَ تَعقيدًا وأقلَّ وُضوحًا، ليَظهَرَ السُّؤالُ الأكثرُ إلحاحًا اليومَ وهو: لماذا لا تزالُ العُنصريّةُ مُتجذِّرةً في المُجتمعات الغَربيّة رغمَ كلِّ الشِّعاراتِ التي ترفَعُها حولَ المُساواة والتعدُّدِيّة؟

د. أحمد البهنسي تحميل البحث كاملا

تُعدُّ «العُنصريّة» من الظَّواهر البَشريّةِ المَقيتة، فقد تَسبَّبَت بالكثير من الصِّراعاتِ والإشكاليّاتِ بين الأُمم والمُجتمعات؛ لذلك لم يكنْ من المبالغة وصفُها بأنَّها ظاهرةٌ إنسانيّةٌ بالأساس، إلا أنَّها ارتبطَت ببعض الجماعات والأُمم التي رأتْ في نفسِها، انطلاقًا من خَلفِيّاتٍ دينيّةٍ وتاريخيّةٍ وفِكريّة، أنَّها من نوعٍ فائقٍ وأعلى من بقيّةِ الأجناسِ البَشريّةِ.

كانَت الجماعاتُ اليَهوديّةُ من أبرزِ وأهمِّ تلك الجماعاتِ، لاعتناقِها فكرةَ «شعب الله المُختار»، وهي الفكرةُ الدِّينيّةُ اليَهوديّة التي طوَّرتْها الصّهيونيّةُ للتَّسويغِ لضرورةِ أن يكونَ لهم وطنٌ قوميٌّ خاصٌّ يَحفظ نقاوةَ جِنسهم الدِّينيِّ المائز؛ وهو ما أصَّلَ له هذا البحثُ، وشرحَ خَلفِيّاتِه ومَصادرَه المُختلفة، سواء الدِّينيّة أو الفِكريّة أو حتّى التّاريخيّة. 

كما شرح البحثُ وحلَّلَ أهمَّ سماتِ وتَجليّاتِ هذه العُنصريّةِ اليَهوديّة، التي امتدَّتْ إلى الفِكر الصّهيونيِّ أيضًا، وانحصَرَتْ في الانعزاليّةِ والعُداونيّةِ ومَظاهرَ أُخرى كانَت نتاجًا لفكرٍ عنصريٍّ تَمييزيٍّ شاذّ.

د. نزهة بوعزة تحميل البحث كاملا

يرتبطُ الحضورُ الثقافيُّ الغربيُّ بالتَّفوُّق والنَّمذجةِ الكونيّةِ، التي تُصنِّفُه كعتبةٍ تاريخيّةٍ تتجاوزُ جلَّ الحضاراتِ السّابقة، هذا الحضورُ غطَّى على إمكانيّة تَحقيقِ تَثاقُفٍ بين ثقافاتٍ مختلفةٍ،

 قد تَحوز نفسَ المَرتبةِ التَّصنيفيّةِ في المَسار التاريخيِّ، الذي يتمُّ تأطيرُ النَّموذجِ الغربيِّ وَفقه، ممّا أكسبَ المَركزيّةَ الغربيّةَ رداءَ العُنصريّةِ الثَّقافيّةِ، التي تستمدُّ جذورَها من الاعتقادِ بالتَّفوُّق النّاتجِ عن الطّابعِ الأوروبيِّ والعَقيدةِ المَسيحيّةِ والسَّلَف الإغريقيِّ.

هذا التصوُّرُ العُنصريُّ، الذي يُؤسِّسُ لبنيةِ الثَّقافة الغربيّةِ، يتغذَّى على الأيديولوجيا الأوربيّةِ، التي تكشَّفَت خلالَ النَّهضةِ، وما زالَت مُمتدّةً إلى يَومنا، والتي تَنحو إلى إبداعِ سَرديّةٍ غَربيّةٍ تَنتعش على الاستمراريّةِ والامتدادِ التّاريخيِّ، وتَقطعُ الصِّلةَ بالتأثيراتِ الثَّقافيّةِ الأخرى. وبالتالي نُصبحُ أمامَ طرفٍ مُعاكسٍ لهذا الغَربِ، وهو الشَّرقُ، كلُّ هذا أوجدَ وحدانيّةً ثقافيّةً تتغذَّى على العُنصريّة وإقصاء المُختلِفِ بدَعوى التَّخلُّف، وهو ما يُعاكِسُ جوهرَ الكونيّةِ ذاتَه، الذي يَقوم على مبدأ قَبولِ الاختلافِ، الذي تمَّ طمسُه لصالحِ أن يكون الكلُّ مُحدَّثًا بشكل غربيّ.

أ.د غيضان السيد علي تحميل البحث كاملا

العُنْصُرِيَّةُ مفهومٌ يقوم على تأكيد مَركزيّةِ الذّاتِ في مقابلِ تَهميشِ الآخرِ والاعتقادِ بدُونيّتِه، وتُعدُّ العُنْصُرِيَّةُ الغربيَّة -التي آمنَ بها الغربيُّ الأبيضُ بسيادةِ ونقاءِ عِرقِه- الأداةَ المُثلى لتَبرير الاستعمارِ الغربيِّ واضطهادِ واسترقاقِ الأجناس البشريّةِ الأخرى.

 وبناءً عليه لا بدَّ أن يُترك للسيِّد الأبيضِ زمامُ الأمورِ من سيطرةٍ وهَيمنةٍ وإدارةٍ وتحكُّمٍ بشؤون العالَمِ وشُعوبه. وقد استَخدمت العُنْصُرِيَّةُ الغربيَّةُ الأدبَ والفنَّ والإعلامَ لتَرسيخِ نظرةِ الغربيِّ إلى الآخَرِ بوَصفِها نظرةَ توجُّسٍ وخيفةٍ وشُبهةٍ واتِّهامٍ، وعلى أنَّه من جنسٍ أدنى وفي مرتبةٍ أقلَّ. كما عملَتْ على تكريسِ فكرة سيادة الرَّجلِ الأبيضِ القادر وحدَه على الإبداعِ، والابتكار، وصناعة المَدنيَّةِ والحضارة. وإذا كانَت العُنْصُرِيَّةُ الغربيَّةُ قد نجحَت في مجال الأدب في تقديم الرِّوايةِ العُنْصُرِيَّةِ ذائعةِ الصِّيتِ، فإنَّها في مجال الفنِّ قد نجحَت في تجسيد العُنصريّةِ من خلال اللَّوحةِ، والبُورتريه، والتِّمثالِ، والفيلم. كذلك استَخدمت وسائلَ الإعلامِ المَرئيّةَ والمَقروءةَ وسخَّرَتها لخدمةِ أهدافِها العُنْصُرِيَّة.

د. قاسم محمد دنش تحميل البحث كاملا

تناقشُ هذه المقالةُ تأثيرَ الذَّكاء الاصطناعيِّ في ترسيخ العُنصريّة الغربيّة تجاهَ الثَّقافات والمُجتمعات الأخرى، حيث يَبرُزُ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ كأداةٍ تقنيّة قادرة على تحقيق تغييراتٍ جذريّةٍ في مختلف المجالات.

 ومع ذلك، فإنَّ الأنظمةَ الذَّكيّة قد تَعكس تحيُّزاتٍ اجتماعيةً وتاريخيةً مُتجذِّرةً في البيانات التي تُستخدم لتَدريبها، وهذا يُؤدِّي إلى تعزيز الأنماط المجتمعية السَّلبيّة. تُحلِّلُ المقالةُ العلاقةَ بين الذَّكاء الاصطناعيِّ والانحياز البشريِّ، وتأثيرَ هذا التَّداخُلِ على فُرصِ العمل، والتَّعليم، والتَّفاعل الاجتماعيِّ. كما تُسلِّطُ الضَّوءَ على مخاطر تطبيقات الذَّكاء الاصطناعيِّ، مثلِ التعرُّف على الوَجه والإعلانات الرَّقميّة في تكريس الصُّوَرِ النَّمطيّة. بناءً على ذلك، تُطرَح توصياتٌ لتطوير خوارزميّاتٍ عادلةٍ وتَحليل التأثيراتِ الاجتماعيّة، مع التَّركيز على تَنويع فِرَقِ التَّطوير واعتمادِ سياسات تنظيميّةٍ صارمة. يَهدف المقالُ إلى زيادة الوَعي بضَرورة تَصميمِ أنظمةِ ذكاءٍ اصطناعيٍّ تُعزِّزُ العدالة الاجتماعيّةَ بدلًا من تَعزيز الانقساماتِ.

زينب فرحات تحميل البحث كاملا

يَرصد هذا البحثُ الإحصائيُّ التَّمييزَ العُنصريَّ ضدَّ الأقلِّيّات، لا سيَّما المُسلمينَ والأفارقة والآسيويِّينَ واللاتينيِّينَ في الولايات المتّحدة الأميركيّة وعدّةِ دولٍ أوروبيّةٍ، وهي: فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

 وتبيَّن بحسب الدِّراساتِ والتَّقاريرِ والأبحاثِ الإحصائيّةِ، التي جَرى الاطِّلاعُ عليها، أنَّ ظاهرةَ العُنصريّةِ تتَّخِذُ مَسارًا تَصاعُديًّا في الدُّولِ المَذكورةِ لأسبابٍ سياسيّةٍ ودينيّة. كما يُمكِنُ القولُ إنَّ العُنصريّةَ ليست أسلوبًا عفويًّا يَتَّبِعُه بعضُ الأشخاص المتطرِّفين، بل هو سياسةٌ مُمنهجةٌ ومُعتمَدةٌ في مفاصل الدَّولة، بدليل التَّمييزِ في التَّعليم والصِّحة والحقِّ في العَمل ومعدّلاتِ البطالةِ ومُستوياتِ الدَّخلِ والسَّكن، بحسب ما يُظهِرُه البحثُ بالأرقام. وتَجدرُ الإشارةُ إلى أنَّه بالنَّظر للضُّغوط التي يتعرَّضُ لها الأفرادُ، الذين يَقعون ضحيّةَ العُنصريّةِ، غالبًا ما يَنعكس على صِحّتِهم النَّفسيّةِ، ويُدخِلُهم في دوّامةٍ من الصِّراع مع الذّات.

د. محمد فراس الحلباويطاهره جوكارأكرم حيدري تحميل البحث كاملا

يتطرَّق هذا البحثُ إلى دراسة أُسس التَّمييزِ العُنصريِّ، وعرضِ الرُّؤيةِ القرآنيّةِ النّاقدةِ والمُفنِّدةِ لهذه الأُسس.

 فمِن أُسس التَّمييزِ العُنصريِّ الأهمِّ الاستعلاءُ في اتِّخاذ لونِ البشرةِ أو اللُّغةِ أو الثَّروةِ أو كثرةِ الأولادِ أو السُّلطةِ أو الدِّينِ أو المَنطقةِ الجغرافيّةِ مِعيارًا لهذا التَّمييز. وفي هذا المقالِ تُحلَّل كلُّ هذه العواملِ بالتَّفصيل، فضلًا عن النَّقد والتَّفنيد. كذلك وتَرِدُ في هذا البحثِ انتقاداتٌ مُستندةٌ إلى الآيات القرآنيّةِ لأُسَّينِ آخَرَينِ هما التَّمييزُ والتكبُّر، وهُما من العوامل الرَّئيسةِ في التَّمييز العُنصريّ. 

د.عمار طرابلسي تحميل البحث كاملا

في ظلِّ هذا الإنصاتِ العميقِ للفلسفاتِ الغربيّةِ، لم يكنْ روجيه غارودي مجرَّدَ قارئٍ وشارحٍ للمَسالك المَنهجيّةِ والمَعرفيّةِ، بل انخرطَ في عمليّةِ النَّقدِ والكشفِ المَعرفيِّ والواقعيِّ، مُتحدِّيًا النُّصوصَ البنيويّةَ،

 وما حاولَت إدراجَه في سياق تفعيلِ النَّظريّةِ البنيوية من النَّمطِ الألسنيِّ والتاريخيِّ إلى أسلوب حياةٍ اجتماعيِّ. ولم يكنْ اعتراضُ غارودي مجرَّدَ مُرافعةٍ عن الواقعيّة، بل التزمَ بالردِّ المَنهجيِّ والصَّرامةِ العلميّةِ، وتشبيعِ فضولِ الذّاتِ الفلسفيّةِ والضَّميرِ البَحثيِّ.

وفضلًا عن مُكتسباتِه المَعرفيّةِ الواسعةِ، يَتبدَّى لنا حرصُه على استعمال آليّةِ النَّقدِ ضدَّ البنيويّةِ بشكل مَنهجيٍّ مُنضبطٍ، يُبيِّنُ من خلالِه الفَرضيّةَ والطَّرحَ والمِثالَ، ومُوجِّهًا للأسئلةِ الجَوهريّةِ، ثم ناقدًا مُستمرًّا للفكرة من جزئها إلى كلِّها. وحيث يَرصد غارودي إخفاقاتِ البنيويّةِ على المستوى النَّظريِّ، كما الواقعيِّ، فإنَّه حاولَ أيضًا الردَّ على مُتزعِّمي هذا التَّيارِ، مع تَحديد أعطالِه الفِكريّةِ وإعطابِ النَّظريّةِ، ما دفعَه لإبطال جودةِ النَّظريةِ البنيويّةِ في كلِّ المَجالاتِ التي حاولَ مُنظِّروها إثباتَ إمكانيّةِ مُمارستِها حَيويًّا كعَرضٍ قابل للتَّطبيق والتَّعميم، فالذي أتى عليه غارودي أنَّه شغَّلَ الآلةَ النَّقديّةَ ضدَّ مكامنِ مراس النَّظريةِ البنيويّةِ، ما مَنحَه سلطةَ الحُكمِ عليها بأنَّها نظريّةُ مَوتِ الإنسانِ.

ميرفت إبراهيم تحميل البحث كاملا

يُعَدُّ التحيُّز الغربيُّ في معالجة القضايا القِيَميّةِ ظاهرةً بارزة، تَتجلَّى في ازدواجيّة المَعاييرِ التي تُطبَّقُ على مختلفِ الشُّعوب والثَّقافات.

 هذا التحيُّز أشار إليه المفكِّرُ نعوم تشومسكي في معظمِ مُؤلَّفاتِه، حيثُ انتقدَ السياساتِ الغربيّةَ لعدم اتِّساقها معَ المَبادئ التي تدَّعيها؛ كما لفتَ إليه موران في بعض مؤلَّفاته، فبيَّنَ أنَّ الغربَ يُعاني من أزمة في الفَهمِ والتَّعامل مع التَّعقيدات العالميّة، تقودُه إلى تطبيق معاييرَ مزدوجة في سياساته.

في هذا السِّياق، يأتي كتاب "العنصرية" لفرنسوا دي فونتيت، الذي يُقدِّم نفسَه كتحليل موضوعي لظاهرةِ العُنصرية. ومع ذلك، يُلاحِظ القارئُ أنَّ الكاتبَ قد وقع في فخِّ ازدواجيّةِ المَعايير التي انتقدَها كلٌّ من تشومسكي وموران، فعلى الرَّغم من محاولته تقديمَ طرح حياديٍّ، إلا أن تحليلَه تأثَّر بالتحيُّزات الثقافية والسياسيّة السّائدة في الغرب.

اضافةتعليق


ذات صلة

السبت 03 آيار 2025
مجلة «أمم للدراسات الإنسانية والاجتماعية»، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت/لبنان.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية