هذا التحيُّز أشار إليه المفكِّرُ نعوم تشومسكي في معظمِ مُؤلَّفاتِه، حيثُ انتقدَ السياساتِ الغربيّةَ لعدم اتِّساقها معَ المَبادئ التي تدَّعيها؛ كما لفتَ إليه موران في بعض مؤلَّفاته، فبيَّنَ أنَّ الغربَ يُعاني من أزمة في الفَهمِ والتَّعامل مع التَّعقيدات العالميّة، تقودُه إلى تطبيق معاييرَ مزدوجة في سياساته.
في هذا السِّياق، يأتي كتاب "العنصرية" لفرنسوا دي فونتيت، الذي يُقدِّم نفسَه كتحليل موضوعي لظاهرةِ العُنصرية. ومع ذلك، يُلاحِظ القارئُ أنَّ الكاتبَ قد وقع في فخِّ ازدواجيّةِ المَعايير التي انتقدَها كلٌّ من تشومسكي وموران، فعلى الرَّغم من محاولته تقديمَ طرح حياديٍّ، إلا أن تحليلَه تأثَّر بالتحيُّزات الثقافية والسياسيّة السّائدة في الغرب.
اضافةتعليق