قد تَحوز نفسَ المَرتبةِ التَّصنيفيّةِ في المَسار التاريخيِّ، الذي يتمُّ تأطيرُ النَّموذجِ الغربيِّ وَفقه، ممّا أكسبَ المَركزيّةَ الغربيّةَ رداءَ العُنصريّةِ الثَّقافيّةِ، التي تستمدُّ جذورَها من الاعتقادِ بالتَّفوُّق النّاتجِ عن الطّابعِ الأوروبيِّ والعَقيدةِ المَسيحيّةِ والسَّلَف الإغريقيِّ.
هذا التصوُّرُ العُنصريُّ، الذي يُؤسِّسُ لبنيةِ الثَّقافة الغربيّةِ، يتغذَّى على الأيديولوجيا الأوربيّةِ، التي تكشَّفَت خلالَ النَّهضةِ، وما زالَت مُمتدّةً إلى يَومنا، والتي تَنحو إلى إبداعِ سَرديّةٍ غَربيّةٍ تَنتعش على الاستمراريّةِ والامتدادِ التّاريخيِّ، وتَقطعُ الصِّلةَ بالتأثيراتِ الثَّقافيّةِ الأخرى. وبالتالي نُصبحُ أمامَ طرفٍ مُعاكسٍ لهذا الغَربِ، وهو الشَّرقُ، كلُّ هذا أوجدَ وحدانيّةً ثقافيّةً تتغذَّى على العُنصريّة وإقصاء المُختلِفِ بدَعوى التَّخلُّف، وهو ما يُعاكِسُ جوهرَ الكونيّةِ ذاتَه، الذي يَقوم على مبدأ قَبولِ الاختلافِ، الذي تمَّ طمسُه لصالحِ أن يكون الكلُّ مُحدَّثًا بشكل غربيّ.
اضافةتعليق