لقد عانى الإنسانُ القديمُ والحديث من آفةِ العُنصريّةِ، التي حملَ لَهيبَها أباطرةٌ وملوكٌ وأُمم، وتزعَّمها في عصرنا الحاضِرِ الغَربُ، فراحَ يُخفي خَلفَها تَناقُضاتِهِ وسُقوطَه الأخلاقيَّ، ويتَّخِذُها سِلاحًا في وجهِ الضُّعفاء من الشُّعوبِ والأفرادِ.
ومع أنَّ الغربَ يَسعى إلى تَقديمِ نفسِه على أنَّه مَهدُ الدِّيمقراطيّةِ، والمُدافِعُ الأوَّلُ عن الحرِّياتِ وحقوقِ الإنسانِ، إلا أنَّ العُنصرِّيةَ لا تزالُ واقعًا يوميًّا يَعيشُه الملايينُ من الأقليّاتِ العِرقيّةِ والمُهاجرينَ داخلَ المُجتمعاتِ الغَربيّة. فمنذُ إلغاءِ العبوديّةِ رسميًّا، مُرورًا بحركات الحقوقِ المَدنيّةِ، وُصولًا إلى ما بعدَ الحَداثةِ، لم تَستطِعِ المُجتمعاتُ الغربيّةُ التخلُّصَ من إرثها العُنصريِّ، وإنَّما أعادَت إنتاجَه بطُرقٍ أكثرَ تَعقيدًا وأقلَّ وُضوحًا، ليَظهَرَ السُّؤالُ الأكثرُ إلحاحًا اليومَ وهو: لماذا لا تزالُ العُنصريّةُ مُتجذِّرةً في المُجتمعات الغَربيّة رغمَ كلِّ الشِّعاراتِ التي ترفَعُها حولَ المُساواة والتعدُّدِيّة؟
اضافةتعليق