نهاية التاريخ والهيمنة الغربية - التجلِّيات والأبعاد

شارك الموضوع :

لم تكن مقولة "نهاية التاريخ" مجرَّدَ تنبُّؤات سياسية، أو تحليلات فلسفية ضمن مجال "فلسفة التاريخ"، بل كانت أرضيّةً استراتيجية لتأسيس "الهيمنة الخيِّرة" لأمريكا، كما يُسمِّيها المحافظون الجُدد.

 ويَبدو جليًّا أن هاجس الهيمنة الأمريكية بدأ منذ عهد الرئيس الثالث للولايات المتحدة (توماس جيفرسون - Thomas Jefferson)، حين بشَّرَ بميلاد إمبراطورية جديدة، ستَملأ الأرضَ عدلًا، وحرية، ومساواة، وتكون وجهةَ المُضطهَدينَ. 

ونَظرًا للصِّراع بين أمريكا والاتِّحاد السوفياتي سابقًا، عملَت أمريكا على فرض هيمنتِها على العالم الغربيِّ بعد الحرب العالمية 2، وعلى العالَم الثالث عبر مشاريعَ اقتصاديةٍ وأخرى سياسية، ولا سيَّما مشروع "موجة الحرية"، الذي كان يهدف إلى إحداث ثورات بالبلدان غير المُهيمَن عليها. 

وقد أحدثَ سقوطُ المعسكر الشرقي، بعد سقوط جدار برلين سنة 1989م، ثورةً فكرية داخل المؤسسات الغربية، فظهرَت عِدّةُ مَقولات ترتبط بفكرة "النِّهاية"، كان أشهرها مقولة "نهاية التاريخ"، التي تُسَوِّغُ في جوهرها للهَيمنة الأمريكية، وتوسيع مجال الدَّمَقرطةِ اللِّيبرالية، وتَحويل العالم إلى سوق ليبرالي، حيث يَنتهي تطوُّرُ المجتمع عند نقطة ما سمّاها فو "مجتمع السُّوق العالمي"، وهذه الهَيمنةُ "كانت الغايةَ منها أمركةُ العالم، والسَّيطرة عليه عبر "القوة الناعمة".

اضافةتعليق


ذات صلة

الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024
الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024
مجلة «أمم للدراسات الإنسانية والاجتماعية»، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت/لبنان.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية