الآثار الفكرية للتبعية

شارك الموضوع :

تطرح قضية التبعية في ظلِّ اختلال موازين القوى واضطراب العلاقات الدولية نظراً إلى وجود حالة الهيمنة والاستتباع المادي والمعنوي، ورغم وضوح آثار اختلال التوازن في العلاقات بين المكونات الدولية المختلفة.

 فإنَّ المهيمن عمدَ دوماً إلى تظهير تسلطه كخدمة يُقدمها للمستضعفين، فخفي عن كثيرين تأثير الهيمنة التي تأخذ كل التحركات الاجتماعية الخاضعة لها باتجاه خدمة مصالح فئة واحدة، وينطبق ذلك على المجال الفكري، حيث يحرم تدفق الثقافة المهيمنة الآخرين من إمكانية تشغيل حركة فكرية ملائمة لتطلعاتهم ومتناسبة مع احتياجاتهم، وهذا ما يُعطل الحركة الفكرية ويحصرها في الاستهلاك والبيئة وخدمة السياق الفكري الذي يريده المنتِج الأجنبي المختلف في بنيته وشخصيته وبيئته. 
تطرح إشكاليات عديدة ومتشابكة في هذه المساحة، فهل  الناتج الأجنبي الذي يأتي من المهيمن هو مؤثر سلبي في النشاط الفكري للمستضعفين؟ وهل أن تقبل ذلك الناتج وتبيئته مع المجتمع المستضعف له آثار سلبية كذلك؟ وهل كل ما يأتي من الدول التي مارست الهيمنة هو منتج مدمج بفكرة وبرنامج الهيمنة؟ كيف تعامل المهيمن مع قضية الهيمنة الفكرية تحديداً؟ وكيف ينظر إلى هذه الإشكاليات وكيف يُوظفها في تطوير مدى هيمنته وإدامتها؟ وإذا لم يكن لدينا تحديث فكري مبني على الثقافة الغربية التي هيمنت خلال عقود وقرون، فكيف يمكن أن نصف الحركة الفكرية الناتجة عن هذا التحديث؟ 

اضافةتعليق


ذات صلة

الجمعة 12 كانون الثاني 2024
جميع الحقوق محفوظة © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية