يوضّح البحث أنَّ هذه المراكز تعمل ضمن شبكة معقّدة، تتقاطع فيها السياسة والاقتصاد والإعلام والتمويل، ما يمنحها قدرة فاعلة على إعادة تعريف المشكلات، وصياغة الحلول، بما يخدم مصالح القوى المُهيمنة. كما يركّز على كيفيَّة توظيفها لمفاهيم، مثل "الدولة الفاشلة" و"الإسلام المعتدل"، في سياقات إقليميَّة حسَّاسة، كالعراق، ولبنان، وسوريا، وإيران، الأمر الذي يجعلها شريكًا في إنتاج الشرعيَّة للسياسات التدخليَّة. ويستعرض البحث نماذج لمؤسَّسات بارزة كـ (RAND) و(Brookings) و(WINEP)، كاشفًا طبيعة انحيازها البِنيويّ، ودورها في تدوير النخب، والتأثير في الخطاب الإعلاميّ. ويستند إلى قراءات نقديَّة غربيَّة داخليَّة (تشومسكي، فوكو)، لإبراز أبعاد التواطؤ المعرفيّ لهذه المراكز مع السلطة. ويخلص البحث إلى ضرورة بناء بدائل معرفيَّة محليَّة قادرة على مقاومة الاستعمار المعرفيّ الناعم، وصياغة سرديَّات تعكس أولويَّات المجتمعات واستقلاليَّتها.
التعليقات