صِناعةُ الحقيقةِ بينَ النخبِ الإعلاميّة ومراكز الدِّراسات والتفكير - سكينة حسن

مشاركة هذا الموضوع :

لم تعد "الحقيقة" اليوم كائنًا موضوعيًّا، بل هي نتاج عمليّةٍ تقوم بها شبكةٌ من المؤسّسات، أبرزها مراكز الأبحاث والنخب الإعلاميّة.

 وقد هدفت هذه الورقة البحثيّة إلى التمييز بين المعرفة المسلّطة والمعرفة الحرّة، وإلى تحليل العلاقة "التكامليّة" بين هذه المؤسّسات، لصياغة "الحقيقة الرسميّة" وتكريسها واقعًا لا جدال فيه، من خلال استخدام لغة العلم، والأرقام، وبمساعدة استراتيجيّات الإقناع وأدواته. 

ومن هنا، أصبح من الصعب الحديث عن حياد وسائل الإعلام وموضوعيّتها، وهي التي بيدها تحديد ما يجب أن يُنشر، وما يجب أن يُهمل، بل كيف يجب أن يُنشر وفق آليّات الحذف، والتضخيم، والتهميش، والانتقاء في سياق تحقيق أكبر قدرٍ من غزو العقول والأفكار. فاقتضت مصالح الحكومات السيطرة على النخب الإعلاميّة، وخلق التناسق التامّ بين ما يسعون إليه من أهداف، وما تقدّمه الوسائل الإعلاميّة من مخرجات، حتّى ولو من خلال اللجوء إلى تزييف الحقائق. ففي العدوان على غزَّة، برزت بوضوح "الحقيقة الرسميّة" المزيّفة من خلال تعاونٍ وثيقٍ بين الحكوماتٍ والنخب الإعلاميّة الغربيّة والعربيّة، ومراكز الأبحاث المرتبطة بالمصالح المرتبطة بالدول المهيمنة. 

وفي الختام، سعت هذه الوريقات إلى تقديم نموذجٍ عمليّ، وما أكثر النماذج في هذا السياق ليس فقط على المستوى السياسيّ، بل الاقتصاديّ والثقافيّ والاجتماعيّ.

التعليقات


قد يعجبك

مجلة «أمم للدراسات الإنسانية والاجتماعية»، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت/لبنان.
messages.copyright © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية