ليسَ فقط على مستوى نهجِ الأخبارِ أو الترفيهِ، بل من خلالِ إنتاجِ نموذجٍ حضاريٍّ متكاملٍ يخدمُ الهيمنةَ والاستعمارَ؛ إذ يقومُ على الفردانيّةِ، والاستهلاكِ، والفلسفةِ النيوليبراليّةِ. ينطلقُ البحثُ من تحليلِ الإعلامِ بوصفه قوّةً ناعمةً ترسِّخُ الهيمنة الثقافيّةَ، وتفتح المجالَ أمامَ أشكالٍ أخرى من السيطرةِ السياسيّةِ والاقتصاديّةِ.
يتناولُ البحثُ أدوارَ السينما والتلفزيونِ، باعتبارِهما أدواتٍ كلاسيكيّةً أسهمتْ في نشرِ الخيالِ الاستعماريِّ، وتعميمِ أنماطِ الحياةِ الغربيّةِ، ثمَّ يركِّزُ على الإعلامِ الرقميِّ بوصفِه مرحلةً جديدةً في هندسةِ الوعيِ الجماعيِّ؛ حيثُ تتحكَّمُ الخوارزميّاتُ في صياغةِ الرأيِ العامِّ، وتوجيهِ السلوكِ. ويناقشُ التبعاتِ والانعكاساتِ النفسيّةَ والاجتماعيّةَ لهذه الهيمنةِ، من تكريسِ النزعةِ الاستهلاكيّةِ إلى تآكلِ الهويّةِ الجماعيّةِ، وصعودِ "الإنسانِ ذي البُعدِ الواحدِ".
وفي المقابلِ، يطرحُ البحثُ استراتيجيّاتٍ للمقاومةِ والتحرّرِ الإعلاميِّ، عبرَ استعادةِ السرديّاتِ المحليّةِ، وبناءِ تحالفاتٍ ثقافيّةٍ بديلةٍ، مؤكِّداً أنَّ الإعلامَ لا يمكنُ أن يكونَ محايدًا، بل هو انعكاسٌ للبِنيةِ الفكريّةِ التي يحملُها.
التعليقات