ثم تطوَّر المشروعُ الصهيونيُّ ببُطءٍ عبرَ عدَّةِ مَراحل، بدأها اليَهودُ بتأسيسِ مُستوطَناتٍ في فلسطين، وتَقديمِ دَعمٍ لبريطانيا في الحرب العالميّة الثَّانية، في حينَ كانَتِ الدُّولُ العربيّةُ مُنشغِلةً بمَشاكلِها الدَّاخلية، في مختلف مراحلِ تطوُّرِ "النِّظام العالميِّ الجديد".
وبعدَ الحربِ العالميّةِ الثّانية كانَ مشروعُ "دولة إسرائيل" حاضرًا في المُخيِّلةِ الجيواستراتيجيّةِ الغَربيّةِ، وأصبحتِ الظُّروفُ مهيّأةً لإتمام هذا المشروع، الذي بدأ في مرحلةٍ مُبكِّرةٍ، وحصلَ على الدَّعم اللازمِ، وتحقَّقت له كلُّ المُقوِّماتِ والأُسس.
وهذا الكتاب محاولةٌ للإجابة عن التَّساؤُلاتِ المتعلِّقةِ بتفسيرِ دوافع التَّوأمةِ والالتصاقِ بينَ الحضارة الغربيّةِ والمَشروعِ الصهيونيِّ في فلسطينَ المُحتلّة.
اضافةتعليق