قراءة في كتاب: "الصّهْيُونِيّة غَير اليهوديّة"

شارك الموضوع :

لا شكَّ بوجود حالةِ جهلٍ عامّةٍ بحقيقة الظُّروف التاريخية التي مهَّدَت لسُطوع نجمِ الحركة الصهيونية منذ حوالي ثلاثة قرون، وذلك قبلَ أن يتمَّ تمكينُها وترسيخُها كحركةٍ سياسيّةٍ مَدعومةٍ غربيًّا من قبل مُؤسِّسها (ثيودور هرتزل - Theodor Herzl). وهذا في فَهمِ طبيعةِ هذه الحركة وما ترتَّبَ عليها من إلحاقِ أضرارٍ بالقضية الفلسطينية، أخلَّتْ بمَسعاها لإثبات حقِّها والدِّفاعِ عنه.

وهذا يتطلَّبُ إعادةَ تسليطِ الضَّوءِ التّاريخيِّ على أصل المَشروع الصهيوني، ويَقتضي العودةَ تاريخيًّا إلى الوَراء للبحث عن بدايات نشوئِه، ومن ثَمَّ احتضانه من قِبل الغرب فِكريًّا وسياسيًّا، بل واعتناق التصوُّرات والأفكار الصهيونية (التوراتية) نفسِها، خاصّةً تلك المُتعلِّقة بأنَّ اليهودَ مُتحضِّرونَ ومُتقدِّمونَ، وعِرقُهم نقيٌّ وصافٍ، ولا بدَّ من إعادتهم لوطنهم الأمِّ فلسطين، لإقامة دولتهم وكيانِهم السِّياسيِّ اليهوديّ فيها..!!.

ولولا هذا الدَّعمُ والتأييدُ الغربيُّ الإمبرياليُّ الكامل للصهيونية، في أفكارها ومُخطَّطاتها ومشاريعها، المُستمَدّةِ من تصوُّرات العهد القديم، ما كانَت لتنجحَ خططُهم في إقامة دولةٍ على أرض فلسطين المحتلة.

اضافةتعليق


ذات صلة

مجلة «أمم للدراسات الإنسانية والاجتماعية»، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت/لبنان.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية