إنّ هذه المهام "التبشيرية" والخطابات الإعلامية التي ينتجها هذا التيار، والمنظمات التي يمثلها، هي التي تشكل ما قد يجوز تسميته ب "حلم الأُممية" للشواذ، والذي يُرى من ناحيتهم أنه مشروع استيعابي للحاق بالركب بسرعة خاصة في الدول الشرقية، التي تُعتبر "متأخرة" نسبيًا في هذا المشروع الأممي الاستيعابي، خاصة في العالمين العربي والإسلامي. ومن ناحيتنا نرى أن هذا الدافع "الاستشراقي" لتوجيه جميع فروع البحث الأكاديمي ومحتوى وسائل الإعلام عن مجتمع وحقوق الشواذ هو ضمن المهام التبشيرية لإيجاد أسس لحلم الشواذ الأُممي، حيث يتزايد الرهان على ضرب بوصلة الوعي الجمعي لدى شعوب بعينها، لتمرير أيديولوجيات مغايرة تمامًا عن ثقافتهم وسياقهم الاجتماعي والاقتصادي، وذلك من خلال استهداف متلقين من نوع خاص، مثل الأطفال والمراهقين؛ لذلك فإن تفكيك الخطاب الإعلامي الغربي من الأهمية بمكان لرصد مدى تمكنه من إخراج الهوية العربية والإسلامية من حساباته، وتصوير أي تيار مضاد على أنه أمر معيب ومتناقض مع الحداثة.
اضافةتعليق