أوَّل الكلام: أصالة المُخلِّصُ في الفكر البشري

شارك الموضوع :

منذ أنْ سكن الإنسانُ هذه الأرضَ، وجد نفسَه في مواجهة ثلاثة أمور: الأوَّل الموتُ والفناء، والثَّاني هيمنةُ قوى الطَّبيعة وتَحدِّياتُ الوجود الكثيرة والمختلفة من حوله، والثَّالث التَّزاحُمُ مع بني جنسِه ومحاولاتُ الهَيمنة والسَّيطرة وما يُرافق ذلك من ظُلم واضطهاد.

فأمَّا المَوتُ والفَناء فأمرٌ لا بدَّ منه، وهو فوقَ طاقةِ البشر، وقد تناولَه الفلاسفةُ وتكلَّموا فيه، لكن في نِطاق التَّفسير والتَّحليل والتَّوقُّعات، ومُنتهى ما يُقالُ عنه أنَّه لغزٌ عظيم ومُصاب حتميٌّ، لا يَنفع معه إلَّا الرِّضا والتَّسليم.

وأمَّا قوى الطَّبيعة ومواردها فهي من اختصاص العقل البشريِّ، والعلوم التَّطبيقية والتُّكنولوجيا تكفَّلت في ضبط بعضِها وتَسخيرها لصالح الإنسان، على حين وضعَتِ الأسُس والقوانين للتكيُّف مع ما لا يُمكن ضبطُه من قوى الطَّبيعة، وما تزال تلك العلوم في سَعيٍ مستمرٍّ لتذليل الطَّبيعة والسَّيطرة عليها والإفادة من مواردها وطاقاتها.

اضافةتعليق


ذات صلة

الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024
الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024
مجلة «أمم للدراسات الإنسانية والاجتماعية»، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت/لبنان.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية