لقد أدت هذه المفارقة المزدوجة إلى نشوء تصوّرات فلسفية متعددة لحلّ هذا الاشتباك المعقد، وإيجادِ نسقٍ يستطيع أن يقدّم مساراً يتعايش فيه البشر مع كل الاختلافات الثقافية والعرقية والحضارية. إنّ المدارس النظرية الصراعية ومذاهب القوة، تتفق على حتمية الصراع، وعلى أنّ خصائصَ ثقافية أو عرقية أو حضارية ما تعطي الحق بالقوة لجماعة ما لتنال نصيباً أفضل وأكبر من غيرها في الوجود، ويشكّل هذا الصراع ونسق القوة، الحلّ "الطبيعي/المادي" الذي تقدّمه "الطبيعة المادية" كبُعدٍ وحيدٍ للإنسان، مع الإذعان المسبق بسقوط الضحايا والخسائر "المناسبة" لهكذا صراع على البقاء. إن التاريخ البشري، يشهد على هذا الصراع الفكري العميق والدقيق، والخطرِ في الوقت نفسه، والذي لوّن مشهدية التاريخ بلون الدم الأحمر، ولم يخلُص إلى حد الآن إلى صنع مستقبلٍ آمن للبشرية. رغمَ أن الأديان الوحيانية والسماوية الإلهية، وخصوصاً الدين الإسلامي بطرحه الخلاصي المهدوي، يقدّم طرحه الخاص في اتجاه نجاة الإنسان من قدرِ القتل والمسار الدموي للبقاء حيا، إلا أنّ الظروف الموضوعية لهذا الطرح لم تتكامل إلى حد اليوم.
اضافةتعليق