من بین القضايا البشرية قليلةٌ هي المسائل التي يمكن أن نظفر بها وقد كانت تعتبر في زمانٍ ما من أكبر الخطايا وفي زمان آخر من أبرز عناوين حقوق الإنسان! ومن خلال الالتفات الدقيق للفرق بين كلّ من السلوكيات الجنسية والميول المثلية والهوية المثلية تتعرض هذه المقالة في البداية التحولات التي أدت إلى أن يصبح الزواج المثليّ قانونياً في المجتمعات الغربية، وذلك لمعرفة کیف تحول أمرٌ كان يُعرّف على أنّه «خطيئة» (أي أنّه جرم يُعاقَب عليه في الآخرة بالإضافة إلى كونه جرم في الدنيا) تدريجياً لكي يعرّف على أنّه «حقّ» من خلال مجموعة البناءات اجتماعية؛ ثم ومن خلال التأمل الفلسفي بالسبب الذي يسمح باعتبار أمرٍ ما «حقّ» للإنسان، نصل إلى أنّ فتح ملفّ بعنوان «حقوق المثلية» ضمن ما يُطرح على الساحة العالمية بصفته «حقوق الإنسان»، بالإضافة إلى كونه عملاً غير مبرّرٍ فإنّه يتّكئ على أسسٍ يؤدي القبول بها -بالإضافة إلى التشكيك في إمكانية القبول بحقوق الإنسان على أنّها قضية عالمية يجب على الجميع رعايتها- انسداد المجال أمام الدفاع عن حقوق الأقليات (وهم يريدون الاعتراف بـ«زواج المثليين» بصفته حق للأقليات).
اضافةتعليق