وكان أن تناول أهمّ مفكري السّياسة وفلاسفتها، وهم (ليو شتراوس) ونظريته السّياسيّة الّتي تقوم على ضرورة الحفاظ على مجد الأمّة الصّاعدة أمريكا عبر نسقٍ فلسفيّ، أُسّس لحكم الخاصّة، وضرورة إرجاع السّياسيّ لحقل القِيَم؛ لكن هذه الدّعوة إلى القيَم لم تكن لسببٍ أخلاقيّ، بل لسببٍ براغماتيّ يقول: "إنّ القيم والدّين هما أكثر ما يؤثّر في العامّة. وبذلك تصبح القيم أداة الهيمنة الجديدة، محمولة على ما دعاه بالأكاذيب النَّبيلة. الأكاذيب النّبيلة أخذت شكلًا مجسّداً بتنظيرات كلٍّ من (صموئيل هنتنغتون) وأطروحته ’صراع الحضارات’، و(فرانسيس فوكوياما) بإطروحته ’نهاية التّاريخ’، وما طال كلًّا من الطّرحين من جدلٍ أسَّس لحضورهما في المشهد السّياسيّ التَّطبيقيّ، حيث تلقَّفته مجموعاتٌ سياسيَّةٌ تلوَّنت وانبثَّتْ في مطابخ السّياسة الأمريكيَّة، لتروِّجَ لمفهوم الحرب بوصفه الأداةَ الأنجع لاستمرار "مجد أمريكا"، دون أن يكون لعدد الضَّحايا ولكمِّ الخراب خارج حدود أمريكا أيّ اعتبار.
اضافةتعليق