الخطاب الأخلاقي في الفكر الغربي الراهن-جدل الأسس والمآلات

شارك الموضوع :

يرتكز هذا المقال على تحليل العلاقة بين مفهوم الطبيعة البشرية ومجالات تأويلها أخلاقيا، ومحاولة رصد التحول الجذري في مفهوم الطبيعة البشرية، تارة تحت وقع الدراسات الأنثربولوجية والاجتماعية والسياقوية، والجندرية تحديدا، وتارة أخرى تحت وقع الثورة البيوتقنية.

 إنّ تشتُّتَ الاتجاهات في الفلسفات الأخلاقية من حيثُ تنظيرها لأسس السلوك الأخلاقي، ينعكسُ بشكلٍ مباشرٍ على كثير من الحدود المتخيّلةِ للمسؤولية الأخلاقية والمعايير التي على أساسها ينضبطُ الفهمُ للطبيعة البشرية وثباته عند حد معين. لذلك سنتوقف عند التحول القيمي في الخطاب الأخلاقي المعاصر، أي ذلك الانزياح من المفهوم الكلاسيكي والحديث باعتبار الطبيعة البشرية جوهرا وماهية، عقلا أو حساسية -حيث تتحدد دلالتها الميتافيزيقية- إلى المفهوم المعاصر الذي أصبحت تتحدد فيه علميا، كبيولوجيا معقدة أو كحصيلة تنشئة سوسيولوجية مركبة. ومهما يكُنْ، فإنَّ هذه الإحالة العلميَّة للطَّبيعة البشريَّة قد زعزعَت الكثير من القيم الأخلاقية الكونية اليوم، وشككت في جدوى المبادئ الأخلاقية الكلاسيكية، وما صاحبها من تحولات في بنية الأسرة ومفهومها، وفي بعض أشكالها الراهنة، وفي طبيعة الذكورة والأنوثة، والعلاقة بين الجنسين.

اضافةتعليق


ذات صلة

السبت 20 كانون الثاني 2024
الجمعة 12 كانون الثاني 2024
جميع الحقوق محفوظة © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية