حيث لم تكن الحرب على غزة أو جنوب لبنان سوى إحدى حلقات حرب ممتدة حملت في كل مرةٍ أيديولوجيا استعمارية بهدف تأسيس إمبراطورية غربية أو استنزاف الموارد أو السيطرة على مقدرات شعوب المنطقة، وفي تلك الحرب التي تجاوزت حدود المنطق والمعقول في ظل عجز دولي ومؤسَّساتي وسقوط أخلاقي وإنساني؛ تتجلي مقولات فلسفية كبرى ترتبط بعلم السياسية. وتحتل "الواقعيّة السياسيّة" الصدارة في هذ المقولات، لخلق تصورٍ بديل يبرر عمليات القتل والدمار التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية بصورة مختلفة. ترصد هذه الرؤية أسس وملامح المشروع الاستعماري الغربي المعاصر على الصعيدين النظري والتطبيقي لأجل كشف آليات التلاعب في الخطاب والممارسة على حد سواء، والدور الذي تقوم به مؤسسات إعلامية عربية وغربية في توطين فلسفة "الواقعيّة السياسيّة" بوصفها إطارًا أيديولوجيًّا يؤطر لرؤية معرفية جديدة مفادها أنَّ منطقَ القوة كافٍ لإدارة العلاقات الدولية. كما نلقي الضوء على تطبيقاتها في السردية الإعلامية والثقافية العربيّة وبعض السرديّات الغربيّة في الخطابات والتوجهات التي تدعم الأهداف الصهيونيّة.
اضافةتعليق