فقد اتَّضحَ الفارقُ الكبيرُ بين الادِّعاءِ والحَقيقة في تطبيق حقوقِ الإنسان في القرونِ المُتأخِّرة، بل الواضحُ جدًّا أنَّ الدُّوَلَ الكُبرى تَرعى مصالحَها أكثرَ من أنْ تُحافِظَ على حقوق الإنسان، وأبسطُ مثالٍ على ذلك ما تعرَّضَ له السُّعوديُّ (جمال الخاشقجي) من إعدام وتَقطيعٍ لجسدِه في السّفارة السُّعودية في تركيا، وهو يَحمل الجنسيّةَ الأمريكية، إلا أنَّ الأمريكيِّين غضُّوا النَّظرَ مقابلَ تقديمِ وليِّ العَهدِ السُّعوديِّ الولاءَ للولايات المتحدة الأمريكية، ودَفعِ مبالغَ كبيرةٍ للأمريكيِّينَ، وهكذا يضيعُ الدِّفاعُ عن حقوق الإنسان بين المَصالح الغربيّةِ التي تتفوَّقُ على المبادئِ، والتَّفرقةِ بينَ الإنسان الغربيِّ والإنسان الشَّرقيِّ، وبين المُسلِمِ والمَسيحيِّ، وهذا ما تجلَّى في الحرب الصِّربيةِ على البُوسنة، حيث سمحَتِ القواتُ الأُمميّةِ للصِّربِ بقَتلِ المُسلمينَ أمامَ أعيُنِهِم بدمٍ بارد.
اضافةتعليق