الازدواجيّة الغربية في نظرية حقوق الإنسان والتَّماهي مع السِّياسة الصهيونيّة

شارك الموضوع :

رغم العُمقِ التّاريخيِّ لمكانةِ حقوق الإنسان في العُرف الأمميِّ والقَوانينِ الدَّولية، ومُحاوَلةِ تَصديرِها كمحور للكون في المَنظور العالميِّ والغربيِّ، وأنَّ المعاييرَ التي وضعَها الإعلانُ العالميُّ لحقوق الإنسان تَقتضي من المنظومة الدَّولية الدِّفاعَ عن تلك الحقوقِ بكلِّ ما لديها من قوة، إلا أنَّ هذا المقدارَ من الأهمية لحقوق الإنسانِ بقيَ أسيرَ النَّظريةِ ولم يَخرجْ للتَّطبيقِ إلا في مواردَ قليلةٍ جدًّا،

 فقد اتَّضحَ الفارقُ الكبيرُ بين الادِّعاءِ والحَقيقة في تطبيق حقوقِ الإنسان في القرونِ المُتأخِّرة، بل الواضحُ جدًّا أنَّ الدُّوَلَ الكُبرى تَرعى مصالحَها أكثرَ من أنْ تُحافِظَ على حقوق الإنسان، وأبسطُ مثالٍ على ذلك ما تعرَّضَ له السُّعوديُّ (جمال الخاشقجي) من إعدام وتَقطيعٍ لجسدِه في السّفارة السُّعودية في تركيا، وهو يَحمل الجنسيّةَ الأمريكية، إلا أنَّ الأمريكيِّين غضُّوا النَّظرَ مقابلَ تقديمِ وليِّ العَهدِ السُّعوديِّ الولاءَ للولايات المتحدة الأمريكية، ودَفعِ مبالغَ كبيرةٍ للأمريكيِّينَ، وهكذا يضيعُ الدِّفاعُ عن حقوق الإنسان بين المَصالح الغربيّةِ التي تتفوَّقُ على المبادئِ، والتَّفرقةِ بينَ الإنسان الغربيِّ والإنسان الشَّرقيِّ، وبين المُسلِمِ والمَسيحيِّ، وهذا ما تجلَّى في الحرب الصِّربيةِ على البُوسنة، حيث سمحَتِ القواتُ الأُمميّةِ للصِّربِ بقَتلِ المُسلمينَ أمامَ أعيُنِهِم بدمٍ بارد.

اضافةتعليق


ذات صلة

مجلة «أمم للدراسات الإنسانية والاجتماعية»، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت/لبنان.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, امم للدراسات الانسانية والاجتماعية