بهدف "إنصاف" الشّعوب المغلُوبة وإمَاطة اللّثام وكشف المُلابسات المُرتبطة بالتوسّع الأوروبي (البرتغاليين والأسبان والأنقليز والفرنسيّين) بأمريكا الجنوبيّة وأمريكا الشماليّة خلال القرنين 16م و17م، ونفض الغبار عن أشكال العنف والجرائم المُرتكبة وبشاعة ما اقترفوه، والذي يُعتبر إجرامًا منظّمًا وممنهجًا ضدّ الإنسانيّة، رغم مُحاولات محوِها وإنكارها من عديد الأوساط الاستعماريّة، ودحض الأفكار المتداولة حول أنّ ما حصل إنّما هو حدث طبيعي زمن الحروب ولا يرتقي إلى مستوى الإبادة الجماعيّة، وإنّما دفاع عن النّفس. لقد سعت هذه الدّراسة إلى إثبات دمويّة وعنصريّة الممارسات التي أدّت إلى إبادة الإنسان والمكان، فكانت الإبادة إبادات؛ إبادة الأعراق الأصليّة وتدنيس الأرض وفتك بالسكان وتهميش الإرث الثقافي والحضاري ومحوِه من الذّاكرة المحليّة والإنسانيّة.
اضافةتعليق